( دعيني اذاكرُ يا امي )
***********
دعيني اذاكرُ يا أمي
لأفك طلاسم هذا الدرس
قد نبت الجهلُ على قدمي
وتسلقَ حتى شعر الرأس
وأنا مطموسٌ في جهلي
وعليهِ حريصٌ كل الحرص
فدعيني كي اعرفَ كيف؟
سنخرجُ من دائرة اليأس
ودعيني فقد ألقى ساعة
اغيرُ فيها تاريخ الأمس
أبحرتُ كثيراً يأمــــــــي
وغزوتُ جميع بلاد الفرس
لكنــــــي لم ألقَ جُرحـــــــاً
ينزفُ مثل جراح القـــــدس
فدعيني اذاكرُ يا أمــــــــــي
لأفك طلاســـــــم هـذا الدرس
....................
دعيني اذاكر كي اعرف َ
مَن أهدر حُلم برائتِنا
ومَن ذبحَ زهور حديقتِنا
وصلب الزيتونة في الميدان
دعيني افتشُ في عطري
في ثوبي
وفي خُصلةِ شعري
كي اعرفَ من أين تجيئُ
وتتوالد تلك الاحزان
دعيني اهربُ من كسلي
اخرجُ من عجزي ومن فشلي
كي اعرفَ في أي طريق ٍ
سنبدأُ من غير هوان
من قال بأن دموع الأم
إن تسقط امطاراً كُبرى
ستصلح أن تصبح مروى
يتجرع منها الظمآن؟!!!
من قال بأن دماء الشيخ
إن فاضت مثل مياه البحر
ستطفئُ جمراً في قلبي
أو تخمد نار البركان ؟!!!
رؤوس الأطفال على غزة
نحروها جِهاراً يا أمي
وحملوها في طبق ٍ فضي
لتقدم فدية للسلطان
فدعيني أذاكرُ كي اعرفَ
يا أمي أصل حضارتِنا
واعرفُ اصل كرامتِنا
وأعرفُ هل حقاً نحنُ
لم نخضع ابداً للطغيان
أنا لا أتأكد من ثوبي
ولا من ثوب عروبتِنا
يأمي مازلتُ اشككُ
في دمي
عصبي
والشريان
فقولي بربِكِ يا أمي
هل حقاً كُنا أبطالاً ؟!
أم أن قصور حضارتِنا
بُنيت بالزيفِ وبالبهتان ؟!
من يومِ ولدتُ وحتى الآن
قرأتُ كثيراً في التاريخِ
وفي التوراةِ
وفي الانجيل ِ
وفي الزبور ِ
وفي القرآن
كي اعرفَ اصل بدايتِنا
واعرفَ أين نهايتـُنا
واعرفَ في أي كتابٍ
أحلو الرقص على الأبدان
قرأتُ كثيراً وكثيراً
لكني لم ألقَ يوماً
كتاباً هَدر كرامتنا
ونصرَ الكلبَ على الإنسان
من يوم ولدتُ وحتى الآن
الغاز الدرس ِ تحاورني
كي افهمَ في يوم ٍ لغزاً
يولدُ يا أمي لغزان
من يوم ولدتُ وحتى الأن
اذاكرُ في درس ٍ واحد
لكني مازلتُ اكرر
واحاول فهم العنوان
لكني مازلتُ اكرر
واحاول
فهم العُنوان
احاولُ فهم العنوان
.
.
.
.
حسبي الله ونعم الوكيل