أتلف الحزن الصبابة
اتعسها
أحرقها
أفجر في القلب الرهابة
مزقت أحشائي زفرات الربابة
آصابت رعشة الموت فؤاده
وبين أكفان الفراق
عادت أناشيد الكآبة
ولوهلة ...
آحسست ان بداياتي العمر قادمة
قادتني - الى آهات الرحابة
غابت نجوم الإبتسامة
وعلت على الاصوات ترانيم النحابة
.
.
.
ببارق المآساة اجهشت البكاء
تكسرت مجاديف النور
على قارب من آمال هوجاء
نظرات مملؤة شوقاَ
للقادم من عالم الموت
وبين جهلي وعلمي
ظننت الروح باقية
لكنها ..
زفرات حين بلغت التراقية
ولوهلة ...
تتفلت من بين اصابعي احلى ..
ذكرياتي
صبابتي
عشقي
آيام حياتي
طفولتي
مغامرتي
رحلت الى عالـــــم غير آتــــي
.
.
.
تبارك الذي بيده الملك
حين ترتسم على النظرة البقاء
تبارك الذي خلق الموت
حين تخلف الكلمات الدعاء
آوهاما تتشبث بي عشقاَ
مدمن لظي الهواجس
بيني وبين الحياة
نظرة في باب الخلوة
قطرة رمل في ليل النخوة
وحين يأخذني أخي بين
لحـــد الكلمات
وقد أفن الموت
يعلمني بتباشير الإنكسار
ترتعد حسراتي خوفاَ
تنغلق ابواب رجاءتي
يسجد قلبي حمداَ
والحزن رفيق مسراتي
تجمدت في الافق أصوات المشيعين
وعلت حناجر البقاء في الفناء
رسمت أقدام نعشي الوداع
ذكريات الروح الحزينــــة
.
.
بين نعشي ونفسي
يأتلق حب المآساة
وعلى مياة التروايح
توضأت بالنور أخبار الفراق
.
.
ياليل ليس له نهار أت
يا آخر خطوات تلاواتي
تراتيلُ من دمي ابقيتها
نغماَ دفنتها
أنزلتها
وسدتها
كأن نفسي في لحدها..
دفنتها
وخاطبت ارضاَ امنتها
ان تحفظ الجسد المسجى بثوب الطهارة
وحسن النظارة
وحبيبتي البشارة .. والبشارة
يناديني رجيع القبر..
أين يديك حبيبي؟
ينكشف الغطاء..
وبجوار الجسد تركت روحي
للفناء ... للفناء