مهرجان تأبيني ضخم في هيوستن بحضور الحسيني
جثمان درويش ينطلق في رحلته إلى رام الله .. والدفن غدا
كتب يوسف الشايب وحسام عز الدين:
تنطلق عند العاشرة من صباح اليوم (الثلاثاء)، بتوقيت هيوستن، الطائرة الخاصة التي تحمل جثمان الشاعر الكبير محمود درويش، إلى العاصمة الأردنية، عمّان، ومنها إلى رام الله، حيث يوارى جسده الثرى.
ومن المتوقع أن تصل الطائرة إلى عمّان في العاشرة من صباح يوم غد (الأربعاء)، حيث تتم مراسم تأبين ووداع الشاعر الكبير بحضور مسؤولين فلسطينيين وأردنيين، وعرب، قبل نقل الجثمان بمروحية إلى مقر الرئاسة في رام الله (المقاطعة)، تمهيداً لدفنه في رام الله، بعد ظهر غد.
جثمان درويش
وعلمت "الأيام" أن الجالية الفلسطينية والعربية في هيوستن، نظمت يوم امس، بتوقيت الولايات المتحدة الأميركية، مهرجاناً تأبينياً للشاعر الكبير، شارك فيه أكثر من 500 شخصية تمثل الجاليات الفلسطينية والعربية في كافة الولايات الأميركية.
وقدمت شخصيات عدة مثلت الجالية الفلسطينية والعربية في هيوستن وعموم الولايات الأميركية، كلمات تشيد بمناقب درويش، وتشدد على حجم الفقد والخسران الكبيرين برحيله.
وقدم د. رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة كلمة تحدث فيها عن "الخسارة الوطنية الكبيرة" برحيل درويش، مستعرضاً أهمية دوره في تدعيم وتعميم القضية الفلسطينية، في حين شارك الفنان محمد بكري، بكلمة عبر الهاتف استعرض فيها بعضا من سيرة درويش، التي شهد بنفسه العديد من فصولها، قبل أن تقرأ قصائد درويشية متنوعة في المهرجان.
وأقامت الجالية، مساء امس، بتوقيت هيوستن، مأدبة عشاء على شرف الشاعر الراحل، حضرها ممثلون عن فعاليات فلسطينية وعربية عدة في الولايات الأميركية.
وكان لرحيل درويش حضور طاغ في وسائل الإعلام الأميركية، المرئية منها والمكتوبة، وعلى رأسها قناة "فوكس نيوز" الأميركية واسعة الانتشار، وصحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت تقريراً موسعاً عن درويش الشاعر والإنسان، إضافة إلى الكثير من وسائل الإعلام المحلية في هيوستن، التي أفردت لنبأ رحيل درويش، وتداعياته حيزاً ملحوظاً داخلها.
من جهته، اكد احمد عبد الرحمن، مستشار الرئيس، ان تشييع الشاعر الكبير الراحل سيجري يوم غد الاربعاء في رام الله وفق مراسيم رسمية.
وقال عبد الرحمن لـ "الأيام": إن جثمان الشاعر الراحل سيصل الى الاردن صباح غد (الاربعاء)، حيث تلقى عليه نظرة الوداع الاخيرة ومن ثم ينقل بواسطة مروحية اردنية الى مقر الرئيس في المقاطعة حيث يكون الرئيس على رأس المشيعين.
وحسب البرنامج الذي اعدته منظمة التحرير الفلسطينية فإن الرئيس عباس سيكون على رأس القيادة السياسية وممثلي القوى الوطنية والفصائل ورجال الدين المسيحي والاسلامي وممثلي البعثات الدبلوماسية في استقبال جثمان الشاعر الراحل في المقاطعة.
وسيسجى جثمان الشاعر الراحل في المقاطعة لالقاء نظرة الوداع الاخيرة، ومن ثم يلقي الرئيس عباس كلمة وداعية للراحل وكذلك كلمة لأهل الفقيد وللشاعر سميح القاسم.
وعقب المراسم الرسمية في المقاطعة يوضع النعش على مركبة عسكرية حيث تنطلق الجنازة في موكب مهيب من المقاطعة مخترقة دوار المنارة ومن ثم دوار الساعة الى طريق بيتونيا والانعطاف من امام مركز ابو ريا الى قصر الثقافة حيث موقع الدفن.
وسيكون موقع التجمع الجماهيري عند مقر قصر الثقافة، حيث يشارك طلبة المدارس، والموظفون وكافة المواطنين في تشييع الشاعر ومواراته الثرى.
وعقب مواراة الجثمان الثرى، تطلق احدى وعشرون رصاصة احتراما واكراما للفقيد الراحل.
ويفتح باب تقبل التعازي بالفقيد في مقر الرئاسة ايام 13-14-15- من الساعة السادسة وحتى التاسعة مساء.
وفي عمان، قال عطا الله خيري السفير الفلسطيني في الاردن لفرانس برس ان "الجثمان سيصل في الساعة العاشرة (00ر7 تغ) من الاربعاء الى مطار ماركا العسكري (شرق عمان) على متن طائرة اماراتية خصصها رئيس دولة الامارات خليفة بن زايد".
واضاف: إنه "ستقام مراسم استقبال رسمية في عمان بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الذي سيلقي كلمة تأبين باسم الرئيس محمود عباس".
وتابع: "بعد ذلك تنقل مروحيتان عسكريتان اردنيتان خصصهما الملك عبد الله الثاني الجثمان الى مدينة رام الله في الضفة الغربية لدفنه هناك".
وتبرعت بلدية رام الله بقطعة الارض التي سيقام فيها ضريح درويش في مكان قريب من قصر الثقافة الذي شيد قبل سنوات واقام فيه الشاعر الراحل آخر أمسياته الشعرية قبل اقل من شهر في مهرجان "وين ع رام الله" الذي نظمته البلدية في ذكرى مرور مائة عام على انشائها.
وقد بدأت وزارة الاشغال العامة ومسؤولون من مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ اعلان وفاة محمود درويش السبت العمل على تجهيز الارض لدفنه ورفعت آلاف الاعلام الفلسطينية والرايات السوداء على طول الطريق المؤدية الى موقع الدفن.
وقالت مصادر: إن السلطة الفلسطينية طبعت اكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لكي يتم توزيعها خلال التشييع في رام الله التي اطلقت خلال الاحتفالات التي نظمتها بلديتها وانتهت الاسبوع الماضي قبل وفاته، اسم محمود درويش على احدى ساحات المدينة.
وعقدت الحكومة برئاسة سلام فياض، امس، جلسة خاصة "وفاء للشاعر درويش" كما وصفها فياض.
وقال رئيس الوزراء، في كلمة في بداية الجلسة، إن محمود درويش "سجل بكلماته فصول النكبة وصراع البقاء وملحمة البطولة الطويلة في الصمود"، مؤكدا ان "اشعاره باتت جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الحية".
واشار فياض الى "رواية درويش في رحلته القاسية والجميلة، التي حملته طفلا من البروة الى الجديدة التي كبر وعاش شبابه فيها لتصبح كل البيوت والقرى والبلدات والمدن والمخيمات مسقطا لرأسه".
ورأى ان الشاعر الراحل "احضر كل اللغات الى فلسطين ومعاناة اهلها واصرارهم على الحياة واستحق مكانته حاملا قضية شعبه ومكانتها في رحب الانسانية والانتصار للحق والعدالة وحق الحياة".
وتابع فياض: إن "ارض فلسطين ستحتضنك (...) لينمو ربيعها بالثقافة وابداع الاغاني لكلمات قصائدك الجميلة".
واكد رئيس الوزراء، ان الشعب الفلسطيني "الذي احببت سيودعك بما يليق بك وبشعبك كما شعوب الامتين العربية والاسلامية وكل احرار البشرية والمدافعين عن العدالة والحرية".
وكان محمود درويش توفي السبت عن (67 عاما) اثر عملية في القلب في احد مستشفيات مدينة هيوستن الاميركية.