قصة بلعم بن باعوراء
[red] قال تعالى في سورة الأعراف : (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )).
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أنه أعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم وكان يدعو به فيستجاب له, فمال إلى فرعون. فلما مر فرعون في طلب موسى عليه السلام واصحابه , قال فرعون لبلعم أدع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا.
فركب حمارته ليمر في طلب موسى عليه السلام ! فأقبل يضربها ! فأنطقها الله عز وجل فقالت: ويل لك على ما تضربني أتريد أن أجيء معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين ؟ فلم يزل يضربها حتى قتلها , وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه. وهو قوله : ( فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) وهو مثل ضربه الله.
فقال الرضا عليه السلام: فلا يدخل الجنة من البهائم إلا ثلاثة : حمارة بلعم وكلب أصحاب الكهف والذئب.
وكان سبب الذئب : أنه بعث ملك ظالم رجلاً شرطياً ليحشر قوماً من المؤمنين وهو يعذبهم , وكان للشرطي ابن يحبه , فجاء ذئب فأكل ابنه , فحزن الشرطي , فأدخل الله ذلك الذئب الجنة , لما أحزن الشرطي.
وقال صاحب (الكامل) : لما مات موسى وهارون عليهما السلام في التيه , أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون: يأمره المسير إلى أريحا وفتحها. وقال آخرون: إن موسى عاش حتى خرج من التيه وسار إلى مدينة الجبارين وعلى مقدمته يوشع بن نون وكالب بن يوحنا وهو صهره على أخته مريم بنت عمران.
فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعوراء وهو من ولد لوط (ع) فقالوا له: إن موسى (ع) جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا , فادع الله عليهم ! وكان بلعم يعرف اسم الله الأعظم , فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة , فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم.
فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل ! فقالت له في ذلك ! فامتنع , فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى , فنهاه في المنام , فأخبرها بذلك , فقالت راجع ربك. فعاد الاستخارة فلم يرد جواب. فقالت لو أراد ربك لنهاك. ولم تزل تخدعه حتى أجابها.
فركب حماراً له متوجهاً إلى جبل يشرف على بني إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم , فما مشى عليها إلا قليلاً حتى ربض الحمار فضربه حتى قام فركبه , فسار قليلاً فربض , ففعل ذلك ثلاث مرات. فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقها الله : ويحك يا بلعم أين تذهب ؟ أما ترى الملائكة تردني ؟ فلم يرجع , فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتى أشرف على بني إسرائيل فكان كلما أراد أن يدعو عليهم , ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم , وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب دعاءه عليهم. فقالوا له في ذلك ؟ فقال هذا شيء غلب الله عليه , واندلع لسانه فوقع على صدره , فقال الآن خسرت الدنيا والآخرة.
ولم يبق إلا المكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلى العسكر ولا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها , وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم. ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني إسرائيل , فأخذ زمرى بن شلوم وهو رأس سبط شمعون بن يعقوب امرأة وأتى بها إلى موسى عليه السلام فقال له أظنك تقول ان هذا حرام فوالله لا نطيعك ! ثم أدخلها خيمة فوقع عليها ! فأنزل الله عليهم الطاعون.
وكان صحاح بن عيراد بن هارون صاحب عمه موسى غائباً , فلما جاء رأى الطاعون قد استقر في بني إسرائيل , وكان ذا قوة وبطش. فقصد زمرى فرآه مضاجع المرأة فطعنها بحربة بيده فانتظمها , ورفع الطاعون. وقد هلك في تلك الساعة عشرون ألفاً. وقيل: سبعون ألفاً.
ثم ان موسى عليه السلام قد يوشع (ع) إلى أريحا في بني إسرائيل فدخلها وقتل بها الجبارين , وبقيت منهم بقية وقد قاربت الشمس المغرب , فخشي أن يدركهم الليل فعجزوا , فدعا الله أن يحبس عليهم الشمس ففعل وحبسها حتى استأصلهم , ودخلها موسى عليه السلام , فأقام فها ما شاء الله أن يقيم , وقبضه الله تعالى إليه , لا يعلم بغيره أحد من الخلق.
وأما من زعم أن موسى عليه السلام كان توفي قبل ذلك فقال ان الله تعالى أمر يوشع بالمسير إلى مدينة الجبارين , فسار ببني إسرائيل ففارقه رجل منهم يقال له بلعم بن عوراء وكان يعرف الاسم الأعظم. وساق من حديثه نحو ما تقدم. فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه الماء ليلة السبت , فدعا الله تعالى فرد الشمس عليه وزاد في الشمس ساعة , فهزم الجبارين ودخل مدينتهم وجمع غنائمهم ليأخذها القربان فلم تأت النار ... الحديث.
ارجو انا تعجب الكل اخوكم
هذا الموضوع منقول من منتدى الاصدقاء
http://elasdeqa7op.hooxs.com/